العلاقات الجتماعية و منها المصادقة و التزاور و عيادة المريض و تلقيالهدايا و التزاوج
أن علاقة المسلم مع المسلمين تختلف عن علاقته مع غيرهم ,
وذلك أن المسلم يجب عليه أن يوالي أخاه المسلم , بأن يكن له
المحبة القلبية و التقدير والاحترام , كما قال الله عز وجل
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة / 71
ولإخوان المسلم
من المسلمين حقوق يجب تأديتها إليهم أما غير المسلم فالواجب
على المسلم أن يتبرأ منه , ولا يُكِن له أي مودة قلبية , كما قال
تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ
وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي
وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ
وَمَاأَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) الممتحنة / 1
. وقال تعالى : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُمِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ
وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوابِاللَّهِ وَحْدَهُ )
الممتحنة / 4 .
ولكن هذا لا يمنعه من التعامل معه بأسلوب حسن ترغيبا له في
الإسلام , على أن يكون ذلك وفق الضوابط الشرعية, كماقال
تعالى : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِيالدِّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواإِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة / 8
وعلى المسلم أن يحرص كل الحرص على دعوة غير المسلمين
إلى الإسلام بكل الوسائل الشرعية الممكنة , والتي يرجى معها
النفع والاستجابة , كما قال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل / 125 .
وقال تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاًمِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فصلت /33 .
وروى مسلم في "صحيحه" (2674) من حديث أبي هريرة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر
مثل أجور من تبعهلا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى
ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
********
ولكن نؤكدعلى أنه لا مانع من أن يحسن المسلم إليهم وفق
الضوابط الشرعية , لا سيما إذا كانواممن يحسنون إلينا , فقد قال
تعالى : ( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ ) الرحمن / 60 . .
فإذا كانت الزيارة لمسلم أو نصراني أو غيرهما لقصدالدعوة إلى
الله وتعليم الخير والإرشاد إلى الخير لا لقصد الطمع في الدنيا
والتساهل بأمر الله فهذا كله طيب ، فإذا زار المسلم أخيه في الله
ونصحه بالبعد عن المعاصي أوإذا زارت مسلمة جارة لها و نصحتها
بالبعد عن التبرج والسفور وعن التساهل بما حرم الله من سائر
المعاصي ، أو زارت جارة لها نصرانية أو غير نصرانية كبوذية أو نحو
ذلك لتنصحها وتعلمها وترشدها فهذا شيء طيب ويدخل في قوله
صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة ) فإن قبلت فالحمد لله وإن لم تقبل تركت الزيارة التي لم يحصل منها فائدة .
أما الزيارة من أجل الدنيا أو اللعب أوالأحاديث الفارغة أو الأكل أو
نحو ذلك - فهذه الزيارة لا تجوز للكفار من النصارى أوغيرهم. لأن
هذا قد يجر الزائر إلى فساد دينه وأخلاقه ، لأن الكفار أعداء
لناوبغضاء لنا ، فلا ينبغي أن نتخذهم بطانة ولا أصحابا ، لكن إذا
كانت الزيارة للدعوةإلى الله والترغيب في الخير والتحذير من الشر
فهذا أمر مطلوب ، كما تقدم ، وقد قال الله سبحانه وتعالى في
سورة الممتحنة : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌفِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ
مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُمِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا
بِكُمْ وَبَدَابَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوابِاللَّهِ وَحْدَهُ )
الآية .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحةالشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله ، م/4 ، ص/378.
*************
قبول الهدايا من الكفار
قبول المسلم هدية الكافرً أو المشركً جائزة لما في ذلك من تأليفه ، لعل الله أن يهديه للإسلام .
الأكل والشرب مع الكتابيين.
ليس الأكل مع الكافر حراماً إذا دعت الحاجة إلى ذلك أوالمصلحة الشرعية ، لكن لا تتخذوهم أصحاباً فتأكل معهم من غير سبب شرعي أو مصلحةشرعية ولا تؤانسهم ، وتضحك معهم ، ولكن إذا دعت إلى ذلك حاجة كالأكل مع الضيف أوليدعوهم إلى الله ويرشدهم إلى الحق أو لأسباب أخرى شرعية فلا بأس .
وإباحة طعام أهل الكتاب لنا لا يقتضي اتخاذهم أصحاباً وجلساء ولا تقتضي مشاركتهم في الأكلوالشرب من دون حاجة ولا مصلحة شرعية والله ولي التوفيق
**********
المصادقة و المصاحبة
لا شك أن مصاحبة المسلم للكافر مضر له في دينه ، والكافر
لايتخلق بما يتخلق به المسلم ولا يَدين لله تعالى بدين الإسلام ،
وعليه فإنه لا يتورع عن فعل ما يضر هذا المسلم الذي قد يغتر
باحتشام أو أدب هذا الكافر خاصة ما يضر في الدين .
كما أن مصادقته والأنُس معه قد تولد في القلب نوعاً من الرضا ببعض
ما يؤديه من شعائر دينه وتُضعف البراءة والمعاداة في الله .
بل قد تقود بعض الجهلة إلى عدم الرضا بحكم الله تعالى على
الكفار بالكفروالخلود في النار والعياذ بالله تعالى.
ومن هناقال النَّبي صلى الله عليه وسلم " لا تصاحب إلا مؤمناً ولا
يأكل طعامَك إلا تقي " رواه الترمذي ( 2395 ) وأبو داود ( 4832) ،
وصححه ابن حبان ( 2 / 314 ) وحسَّنه الشيخ الألباني في "
صحيح الجامع " ( 7341 ) .
ولا نعني بهذا المقاطعة التامة بين المسلم والكافر بل له ان
يزوروا بعضا و يعودوا بعضا ويهادوا بعضاا – من غير مودة قلبية ولا
مشاركة في أعيادهم - ، وعلى المسلم أن يقتصد في مثل هذه
الزيارت والهدايا دعوة هذه الكافرةللإسلام، وقد فعل ذلك نبيُّنا
صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك حديثان :
1. عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب
الوفاةُ دخل عليه النَّبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد
الله بن أبي أمية ، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم : أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ، فنزلت { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفرواللمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } التوبة / 113 .
رواه البخاري ( 4398 ) ومسلم ( 24 ) .
2. عن أنس رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم النَّبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النَّبي صلى الله عليه وسلم يعودُه فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلِم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلَّى الله عليه وسلم فأسلَم ، فخرج النَّبي صلى الله عليه وسلم وهويقول : الحمد لله الذي أنقذه من النَّار . رواه البخاري ( 1290 ) .
وقد أذن النَّبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر باستقبال أمها المشركة ، وأهدى عمررضي الله عنه أخاه المشرك ثوباً .
فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهي راغبة أفأصِلُ أمِّي ؟ قال : نعم صِلِي أمَّكِ . رواه البخاري ( 2477 ) ومسلم ( 1003 ) .
ومعنى " راغبة " : أي : راغبة في بر ابنتها .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : رأى عمر بن الخطاب حلةسيراء عند باب المسجد فقال : يا رسول الله لو اشتريتَها فلبستَها يوم الجمعة وللوفد، قال : إنَّما يلبسها من لا خَلاق له في الآخرة ، ثم جاءت حُلَل
فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر منها حلة ، وقال أكسوتنيها وقلت في حلة عطارد ماقلت ؟ فقال : إني لم أكسكها لتلبسها ، فكساها عمر أخا له بمكة مشركاً .
رواهالبخاري ( 2470 ) ومسلم ( 2068 ) .
لا شك أن مصاحبة المسلمة للكافرة مضرة لهافي دينها ، والكافرة لا تتخلق بما تتخلق به المسلمة ولا تَدين لله تعالى بدين الإسلام ، وعليه فإنها لا تتورع عن فعل ما يضر هذه المسلمة التي قد تغتر باحتشام أوأدب هذه الكافرة خاصة ما يضر في الدين .
كما أن مصادقتها والأنُس معها قد تولدفي القلب نوعاً من الرضا ببعض ما تؤديه من شعائر دينها وتُضعف البراءة والمعاداة في الله .
بل قد تقود بعض الجهلة إلى عدم الرضا بحكم الله تعالى على الكفار بالكفروالخلود في النار والعياذ بالله تعالى .
ومن هنا قال النَّبي صلى الله عليهوسلم " لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي " رواه الترمذي ( 2395 ) وأبوداود ( 4832 ) ، وصححه ابن حبان ( 2 / 314 ) وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيحالجامع " ( 7341 ) .
قال الشيخ صالح الفوزان :
زيارة الكفار من أجل دعوتهم إلى الإسلام لا بأس بها ، فقد زار النبي صلى الله عليه وسلم عمَّه أبا طالب وهويحتضر ودعاه إلى الإسلام ، وزار اليهودي ودعاه إلى الإسلام .
أما زيارةالكافر للانبساط له والأنس به فإنها لا تجوز لأن الواجب بغضهم وهجرهم، ويجوزقبول هداياهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبِل هدايا بعض الكفار ، مثل هديةالمقوقس ملك مصر ، ولا تجوز تهنئتهم بمناسبة أعيادهم لأن ذلك موالاة لهم وإقرارلباطلهم . " المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان
أن علاقة المسلم مع المسلمين تختلف عن علاقته مع غيرهم ,
وذلك أن المسلم يجب عليه أن يوالي أخاه المسلم , بأن يكن له
المحبة القلبية و التقدير والاحترام , كما قال الله عز وجل
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة / 71
ولإخوان المسلم
من المسلمين حقوق يجب تأديتها إليهم أما غير المسلم فالواجب
على المسلم أن يتبرأ منه , ولا يُكِن له أي مودة قلبية , كما قال
تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ
وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي
وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ
وَمَاأَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) الممتحنة / 1
. وقال تعالى : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ
إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُمِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ
وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوابِاللَّهِ وَحْدَهُ )
الممتحنة / 4 .
ولكن هذا لا يمنعه من التعامل معه بأسلوب حسن ترغيبا له في
الإسلام , على أن يكون ذلك وفق الضوابط الشرعية, كماقال
تعالى : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِيالدِّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواإِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة / 8
وعلى المسلم أن يحرص كل الحرص على دعوة غير المسلمين
إلى الإسلام بكل الوسائل الشرعية الممكنة , والتي يرجى معها
النفع والاستجابة , كما قال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل / 125 .
وقال تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاًمِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فصلت /33 .
وروى مسلم في "صحيحه" (2674) من حديث أبي هريرة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر
مثل أجور من تبعهلا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى
ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
********
ولكن نؤكدعلى أنه لا مانع من أن يحسن المسلم إليهم وفق
الضوابط الشرعية , لا سيما إذا كانواممن يحسنون إلينا , فقد قال
تعالى : ( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ ) الرحمن / 60 . .
فإذا كانت الزيارة لمسلم أو نصراني أو غيرهما لقصدالدعوة إلى
الله وتعليم الخير والإرشاد إلى الخير لا لقصد الطمع في الدنيا
والتساهل بأمر الله فهذا كله طيب ، فإذا زار المسلم أخيه في الله
ونصحه بالبعد عن المعاصي أوإذا زارت مسلمة جارة لها و نصحتها
بالبعد عن التبرج والسفور وعن التساهل بما حرم الله من سائر
المعاصي ، أو زارت جارة لها نصرانية أو غير نصرانية كبوذية أو نحو
ذلك لتنصحها وتعلمها وترشدها فهذا شيء طيب ويدخل في قوله
صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة ) فإن قبلت فالحمد لله وإن لم تقبل تركت الزيارة التي لم يحصل منها فائدة .
أما الزيارة من أجل الدنيا أو اللعب أوالأحاديث الفارغة أو الأكل أو
نحو ذلك - فهذه الزيارة لا تجوز للكفار من النصارى أوغيرهم. لأن
هذا قد يجر الزائر إلى فساد دينه وأخلاقه ، لأن الكفار أعداء
لناوبغضاء لنا ، فلا ينبغي أن نتخذهم بطانة ولا أصحابا ، لكن إذا
كانت الزيارة للدعوةإلى الله والترغيب في الخير والتحذير من الشر
فهذا أمر مطلوب ، كما تقدم ، وقد قال الله سبحانه وتعالى في
سورة الممتحنة : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌفِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ
مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُمِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا
بِكُمْ وَبَدَابَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوابِاللَّهِ وَحْدَهُ )
الآية .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحةالشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله ، م/4 ، ص/378.
*************
قبول الهدايا من الكفار
قبول المسلم هدية الكافرً أو المشركً جائزة لما في ذلك من تأليفه ، لعل الله أن يهديه للإسلام .
الأكل والشرب مع الكتابيين.
ليس الأكل مع الكافر حراماً إذا دعت الحاجة إلى ذلك أوالمصلحة الشرعية ، لكن لا تتخذوهم أصحاباً فتأكل معهم من غير سبب شرعي أو مصلحةشرعية ولا تؤانسهم ، وتضحك معهم ، ولكن إذا دعت إلى ذلك حاجة كالأكل مع الضيف أوليدعوهم إلى الله ويرشدهم إلى الحق أو لأسباب أخرى شرعية فلا بأس .
وإباحة طعام أهل الكتاب لنا لا يقتضي اتخاذهم أصحاباً وجلساء ولا تقتضي مشاركتهم في الأكلوالشرب من دون حاجة ولا مصلحة شرعية والله ولي التوفيق
**********
المصادقة و المصاحبة
لا شك أن مصاحبة المسلم للكافر مضر له في دينه ، والكافر
لايتخلق بما يتخلق به المسلم ولا يَدين لله تعالى بدين الإسلام ،
وعليه فإنه لا يتورع عن فعل ما يضر هذا المسلم الذي قد يغتر
باحتشام أو أدب هذا الكافر خاصة ما يضر في الدين .
كما أن مصادقته والأنُس معه قد تولد في القلب نوعاً من الرضا ببعض
ما يؤديه من شعائر دينه وتُضعف البراءة والمعاداة في الله .
بل قد تقود بعض الجهلة إلى عدم الرضا بحكم الله تعالى على
الكفار بالكفروالخلود في النار والعياذ بالله تعالى.
ومن هناقال النَّبي صلى الله عليه وسلم " لا تصاحب إلا مؤمناً ولا
يأكل طعامَك إلا تقي " رواه الترمذي ( 2395 ) وأبو داود ( 4832) ،
وصححه ابن حبان ( 2 / 314 ) وحسَّنه الشيخ الألباني في "
صحيح الجامع " ( 7341 ) .
ولا نعني بهذا المقاطعة التامة بين المسلم والكافر بل له ان
يزوروا بعضا و يعودوا بعضا ويهادوا بعضاا – من غير مودة قلبية ولا
مشاركة في أعيادهم - ، وعلى المسلم أن يقتصد في مثل هذه
الزيارت والهدايا دعوة هذه الكافرةللإسلام، وقد فعل ذلك نبيُّنا
صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك حديثان :
1. عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب
الوفاةُ دخل عليه النَّبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد
الله بن أبي أمية ، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم : أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ، فنزلت { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفرواللمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } التوبة / 113 .
رواه البخاري ( 4398 ) ومسلم ( 24 ) .
2. عن أنس رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم النَّبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النَّبي صلى الله عليه وسلم يعودُه فقعد عند رأسه ، فقال له : أسلِم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلَّى الله عليه وسلم فأسلَم ، فخرج النَّبي صلى الله عليه وسلم وهويقول : الحمد لله الذي أنقذه من النَّار . رواه البخاري ( 1290 ) .
وقد أذن النَّبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر باستقبال أمها المشركة ، وأهدى عمررضي الله عنه أخاه المشرك ثوباً .
فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهي راغبة أفأصِلُ أمِّي ؟ قال : نعم صِلِي أمَّكِ . رواه البخاري ( 2477 ) ومسلم ( 1003 ) .
ومعنى " راغبة " : أي : راغبة في بر ابنتها .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : رأى عمر بن الخطاب حلةسيراء عند باب المسجد فقال : يا رسول الله لو اشتريتَها فلبستَها يوم الجمعة وللوفد، قال : إنَّما يلبسها من لا خَلاق له في الآخرة ، ثم جاءت حُلَل
فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر منها حلة ، وقال أكسوتنيها وقلت في حلة عطارد ماقلت ؟ فقال : إني لم أكسكها لتلبسها ، فكساها عمر أخا له بمكة مشركاً .
رواهالبخاري ( 2470 ) ومسلم ( 2068 ) .
لا شك أن مصاحبة المسلمة للكافرة مضرة لهافي دينها ، والكافرة لا تتخلق بما تتخلق به المسلمة ولا تَدين لله تعالى بدين الإسلام ، وعليه فإنها لا تتورع عن فعل ما يضر هذه المسلمة التي قد تغتر باحتشام أوأدب هذه الكافرة خاصة ما يضر في الدين .
كما أن مصادقتها والأنُس معها قد تولدفي القلب نوعاً من الرضا ببعض ما تؤديه من شعائر دينها وتُضعف البراءة والمعاداة في الله .
بل قد تقود بعض الجهلة إلى عدم الرضا بحكم الله تعالى على الكفار بالكفروالخلود في النار والعياذ بالله تعالى .
ومن هنا قال النَّبي صلى الله عليهوسلم " لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي " رواه الترمذي ( 2395 ) وأبوداود ( 4832 ) ، وصححه ابن حبان ( 2 / 314 ) وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيحالجامع " ( 7341 ) .
قال الشيخ صالح الفوزان :
زيارة الكفار من أجل دعوتهم إلى الإسلام لا بأس بها ، فقد زار النبي صلى الله عليه وسلم عمَّه أبا طالب وهويحتضر ودعاه إلى الإسلام ، وزار اليهودي ودعاه إلى الإسلام .
أما زيارةالكافر للانبساط له والأنس به فإنها لا تجوز لأن الواجب بغضهم وهجرهم، ويجوزقبول هداياهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبِل هدايا بعض الكفار ، مثل هديةالمقوقس ملك مصر ، ولا تجوز تهنئتهم بمناسبة أعيادهم لأن ذلك موالاة لهم وإقرارلباطلهم . " المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان